تشكو بعض الزوجات من تسلط الحماة ومحاولتها فرض رأيها وانتقاد الزوجة والتفتيش عن نواياها وإساءة تفسير كلماتها وتصرفاتها.
وفى بعض الأحيان يكون عدم القبول متبادل ويغرق الطرفين في الشك المتبادل والحساسية وسوء التفسير.. ويكون الزوج هو الضحية في النهاية وقد تصبح حياته توتر وشقاء دائمين.
وتشعر بعض الأمهات بالخوف من استحواذ زوجة ابنها على مشاعر ذلك الابن , لذلك تلجأ إلى اجتذابه لها بكل الوسائل.
وهذا الخوف يشعرها بعدم الطمأنينة والغيرة وان ابنها سوف يفلت من يدها وسيكون من نصيب هذه الزوجة.
ويؤدى حب التملك والرغبة في السيطرة على الأبناء والخوف من زواجهم وتأسيس أسرة جديدة , إلى تدبير المكايد وتحريض ابنها ضد زوجته.
وفى حالات أخرى قد تتضخم غيرة الأم إلى الحد المرضى فتلجأ إلى الكذب والتفسير الأعوج والحيل الماكرة للإيقاع بين الابن وزوجته , وعندها تتحول حياة الأسرة إلى جحيم وقد تصل إلى الطلاق.
ومع تقدم العمر تزداد هذه المشاعر السلبية لدى الآباء نتيجة شعورهم بانعدام الدور وانحسار عالمهم و نقص علاقاتهم الاجتماعية.
وتركيزها في الأبناء والأحفاد وهذا يجعلهم أكثر شعورا بالوحدة وأكثر خوفا من ضياع ابنهم منهم وتحول حبه لشخص غيرهم.
ومما يؤسف له ان بعض الزوجات الشابات لا يتفهمن مشاعر أم الزوج ودوافعها التي يمكن إرضاؤها ببعض التنازلات البسيطة وكلمات التقدير والتعبير عن الحب والاهتمام.
والشيء الغريب أن الزوجة التي عانت من ظلم حماتها قد تكرر نفس الدور مع ولدها عندما يتزوج!
وفى بعض الأسر قد يفعل الأب نفس التصرفات في الإفراط في حب أبنائه لدرجة التملك والخوف من زوجة الابن و استحواذها على الزوج وأخذه بعيدا عن والديه وإخوانه.
وتدمر مثل تلك الصراعات العلاقة الأسرية وتكبلها بالمشاكل وتصيبها بشروخ قد تستمر العمر كله.
كما قد يترتب عليها تمزق صلة الرحم أو فشل العلاقة الزوجية وانتهائها بالطلاق.. لذلك يجب التوعية باستمرار لكيفية معاملة الزوجة لأسرة زوجها خاصة الحماة.
حيث تستطيع ببعض الصبر والتسامح أن تحتوى مخاوفها وتصرفاتها السلبية وان ترضيها بكلمات التقدير وإظهار الطاعة وأخذ مشورتها واستحسان رأيها , وإتباع مقولة: البر أمر هين وجه طلق ولسان لين.
الكاتب: د. سمير إسماعيل الحلو
المصدر: موقع الدكتور رامز طه